... امرأة مهزومة
كل عام والبوح يفتح أبوابًا جديدة،
على شاكلة يهذي بوجع الشوق المبتور،
يغرس أنيابه في أقصى القلب،
ويلوح تحية أخيرة قبل حزم حقائب الحب.
يلملم هذيانه وأشياءه الصغيرة والجميلة،
ويترك لي الشوق على قارعة القلب يهذي.
وحين هممت أن أطلب منه البقاء،
توقف، ثم التفت لي بنظرة خاطفة،
وقال:
"تركت لك الشوق، أريني كيف ستتغاضين عنه؟
كيف لكِ ألا تشتاقي رحيلي؟"
ثم مضى، ورمى بسؤال مستهزئ:
"هل تتألمين؟"
سيفٌ يستبيح أشلائي،
ينثرها قطعًا متساوية على رفات الصبر.
ودمائي تنزف من عيني بين يدي العشق،
وتكتب: "هل اكتفيت؟"
نعم، يا سيدي، إنني أتألم.
الحب يخرسني، والموت بين يديك يتكلم.
لا انا هنا ولست هناك .
بينك وبيني مقسومه
ونصفي لايجد نصفي
نحن، العشاق، يا سيدي، نموت بدهشة،
ومن طيش الفراشات نتعلم.
نحمل قلوبنا بأيدينا،
ونجر أقدارنا الساخرة.
نطرق بها العمر، بخجل الشوق.
نحن، يا سيدي، مدائن ألم منكوبة،
وبنا ضفائر التاريخ تتجمل.
لست قلمًا يتصنع الوجع،
أنا وجعٌ، يا سيدي، يتقلم.
بين الـ"هنا" والـ"هناك"،
يرصف الشوق المسافات.
بين قدر الشمس وقدر القمر،
الشوارع خالية، والوجوه باردة.
الحب، يا حبيبي، خطيئة
تنفي غربتي بك،
ووطنٌ بك إقامة جبرية
بين الأوراق والأبواب الموصدة خلفي.
بين الجميع والغربة تقتلني.
الغريب غريب الوطن،
وأنا وطني قلبك...!
#منال_علي
---
تعليقات
إرسال تعليق