في ليلة مظلمة لا نجوم فيها ولا قمر، وقفت عند نافذة غرفتي أترقب ظهور القمر.
وفي البعيد، كان هناك نجم صغير يلمع بخفوت. نظرت إليه بحزن، فقد كان وحيدًا مثلي. بدأت الحديث معه:
"أيها النجم الصغير، أنت وحيد مثلي. هل تقبل التحدث معي؟ فأنا، مثلك، أشعر بالوحدة."
أجابني: "نعم، أقبل."
سألته: "لماذا أنت وحيد؟"
قال: "لأن من كانوا معي رحلوا بعيدًا وتركوني."
قلت له: "لماذا لم تذهب معهم أو تطلب منهم البقاء؟"
أجابني: "لأنهم لم يتركوا لي الخيار."
قلت له: "هذا يشبه ما حدث لي تمامًا، أيها النجم الصغير. هل تقبل أن نكون رفقاء؟"
أجابني: "يسعدني ذلك، ولكنني أخاف أن أتعلق بك، ثم ترحلين مثل من رحلوا."
قلت له: "لا، أنا سأبقى معك."
فقاطعني قائلًا: "كلهم يقولون إنهم لن يرحلوا، لكنهم يرحلون."
قلت له: "نعم، صدقت، أيها النجم. حتى أنت، بمجرد ظهور النور، سترحل مع الراحلين، ولكنك ستظهر غدًا من جديد، لتنير دروبًا كانت مظلمة في قلبي. ستغفو الأماني مبتسمة، منتظرة عودتك كل حين. لن أشعر بالوحدة أبدًا بعد اليوم."
---
تعليقات
إرسال تعليق