🍂شارفت السنة على الانتهاء، وها هو آخر شهورها قد بدأ، وما زلنا نعتقد أننا نقف على أبوابها مرحّبين بها، لكننا في الحقيقة نقف على نهاياتها مودّعين.
مرت أيامها مسرعة وكأنها برق عاصف في ليلة ماطرة، أحدثت فوضى في قلوبنا ثم مضت. عبثت بنا وها هي تتركنا مشوشين، نرتجف من برد ديسمبر، ومن قادمٍ يتربص بنا، ومن مجهولٍ لا ندري ما يخبئه لنا.
لا نعلم ما تخفيه الأيام المقبلة في جعبتها. هل تحمل لنا خيرًا نستند إليه على جدران الحياة، أم شرًا تنهار معه أمانينا وأحلامنا؟
ها نحن بانتظار أن نشبك أيادينا مع هذه الأيام، نعاهدها أن نفسح بيننا مكانًا للحب والخير والسعادة، ونغلق الأبواب أمام رياح الشر والظلم، فلا تلفحنا ببرودتها وتصيبنا بأنفلونزا الكآبة والخذلان، التي تكبح جماح طموحاتنا وتطلعاتنا.
ننتظر أن نبرم معها عهود الحياة الكريمة، الحب والوئام، مواثيق الأمن والسلام. نحلم أن تهدينا هدايا ناعمة رقيقة، مغلفة بأوراق السعادة وشرائط الحب.
نرجو أن تتقدم نحونا فاتحة ذراعيها لاحتواء انكسارنا وضعفنا، لتلملم شتاتنا؛ فما عدنا قادرين على تحمل جراح جديدة. تكفينا جراح الأوطان التي حطمت مشاعرنا وأدمت قلوبنا.
يكفينا الشعور بالتشرد، والتصحر، والجفاف، مما يروي ظمأنا للحياة. يكفينا الغربة التي نعيشها على سطح كوكب كان من الممكن أن يكون كوكب السعادة، لكنه للأسف أصبح كوكب الحقد والظلم والقهر.
كلمات جميل ووصف رائع 👏🏻
ردحذف