•شتاء اخر قادم
عمري شتاءٌ أيامه ترتجف،
يأكلني الصقيع في لياليه
الشديدة الخوف والبرودة.
أتوارى من تلك الأيام وبردها الكئيب،
هناك، حيث أسدل الخوف ستائره.
تسللت نحوها،
تواريت خلفها،
خشية جرحٍ يأتيني من جديد.
لكنني ظللت أسير على أملٍ واهٍ،
فرفعت تلك الستائر رويدًا رويدًا
في صمتٍ وحرصٍ شديد،
والخوف يجمدني كقطعة جليد.
في ارتجافتي، ما زلت أمني نفسي
بأنني سأعثر على شعاع أملٍ
يداوي جراح قلبي،
يأتيني من البعيد،
ينتشلني من كل ما يسرق البهجة مني.
لكنني،
مع كل محاولة أدور حولي وأتأرجح،
شيءٌ ما يدفعني نحو الوراء.
وإذا هي رياح الواقع تأتي،
عاصفةً، تُسدل الستائر من جديد،
تعيدني للاختباء.
وكأنها تقول:
"إنه لم يأتي بعد الحظٍ السعيد،
وأنك يا روحي لن تصلي."
فصرت أتوارى مرة أخرى،
من بشائر الأمل ومن حلمي الشريد.
بماذا ستأتي، يا ريح عمري العاصف؟
هل من طريقٍ إلى الخروج من لجَّة الحزن؟
هل لي منك طائلةٌ يا منية عمري الراحل؟
لا أنت تأتي، ولا قدري إليك يأخذني.
في مَهْبِّ الأيام الكلُّ سائر،
فلا من على الأرض تظهر النجوم،
ولا استقام عودُ زرعٍ في ريحٍ شديد.
يا رب، إليك المشتكى وأنت المجيب،
أشكو إليك همي وقلة حيلتي.
يا رب، أنت القريب غير البعيد،
وأنت أعلم بحالي مني.
#منال_علي
>
تعليقات
إرسال تعليق